لم أكن أصدق أن المرأة بوسعها أن تتقبل فكرة ارتباط زوجها بغيرها، ولم يكن يخالج بالي أبدا أن حواء قد يبلغ بها الكرم والسخاء أن تبحث لزوجها عن ضرة، حتى إذا كان لا يروق لها أو ترغب بالانفصال عنه، فبمجرد أن يظهر خيال امرأة أخرى في حياة شريكها، تجد غيرتها الميتة تشع نشاطا وحيوية، فقد تتنازل حتى على أغلى ممتلكاتها نظير التخلص من تلك العلاقة، هكذا نحن النساء، نعم كلنا بدوناستثناء.
كانت تلك قناعتي الراسخة منذ سنوات، لكنها سرعان ما تغيرت من النقيض إلى النقيض، نعم ذلك لأنني أرغب بزواجزوجي مرة ثانية!
زوجي رجل قمة في النبل والاستقامة وغاية في التميز، كريم متسامح قلبه كبير لا يعرف الكره طريقه إليه، هذا بشهادة الجميع .....
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
........الذين يُقرون صفات لا يعرفون إلا الظاهر منها، أما الباطن فبعد الله وحدي من أدرك شأنه، أما السعادة التي يتهمونني بها، فأنا لا أعرف معناها إلا في خيالي الذي حدث به عطب فلم يعد ينسج إلا الصور التي لا يغيب زوجي عنها، لذلك فأنا لا أمانع أبدا أن يرتبط بامرأة غيري، لكي أزيح عن نفسي ثقل وجوده الذي يكاد يكتم على أنفاسي.
أنت يامن ترغبين في الارتباط بزوجي، لن أخدعك، إنه رجل مخادع وماكر يُظهر عكس ما يُبطن، فإذا نظرت إليه تذمرت، وإذا تقربت منه نفرت، وإذا رغبت في تلطيف الأجواء وإطفاء غضبه فشلت، وإذا ابتسم في وجهك بكيت ـ لأنه يبعث بسمومه وكلامه الخنجر ـ فإذا أقدمت عليه أدبر وإذا أدبرت عليه أقدم، والويل لك من إقدامه، فظ المعاملة، جاف المشاعر محب لنفسه، حسود لا يرضى الخير للغير، متواضع مع الناس متعجرف مع أهله، سخي مع الغير بخيل مع ذويه، لا يعجبه العجب، يُعظم صغائر الأمور ويستصغر ما* يستحق* الاهتمام.
هذه بعض صفات زوجي التي لا يتسع المقام لحصرها، وهو الزوج نفسه الذي يُعتبر من الأخيار في نظر كل الناس، فمن ترضى أن تشاركني هذا العبء لها مني جزيل الشكر وفائق التقدير والامتنان.
حليمة/ تبسة
راحة النفوس: جردة الشروق اليومي
.