قانون البهماس و المنتخب الوطني
سمحت التعديلات التي أجريت على قوانين الفيفا لكثير من الدول الاستفادة من بعض المواهب الشابة التي لعبت لفرق أروبية في سن صغيرة ، فأول تغيير سمح للاعبين الأقل من واحد و عشرين عاما اختيار البلد الذي يمثلونه في صنف الأكابر ،هذا القانون سمح للجزائر باسترجاع كل من عنتر يحي و سمير بلوفة و نذير بلحاج و مكنهم اللعب للمنتخب الوطني فقد شارك الأولين في كان 2004 بتونس ، بعد ذلك جاء التغيير الثاني أو ما يسمى قانون البهماس الذي مكّن من استعادة اللاعبين الذي لعبوا لدول أخرى في الأصناف الصغرى عدى الفريق الأول ، هذا القانون فتح الأبواب للدول خاصة الإفريقية منها استعادة عديد النجوم الذين تجاوزوا سن الواحد و العشرين دون تحديد العلم الذي سيدافعون عنه، ووفق هذا القانون استفادت بعدي من اللاعبين كمراد مغني و حسان يبدة ، جمال عبدون ، رياض بوبدوز ، كارل مجاني و كثيرون.
القانون قضى على المحلي
قضى قانون البهاماس على حلم المحلي بتمثيل المنتخب الجزائري و كذلك لعودته حيث أن سياسة الاعتماد على المحترفين برزت مع أول عهدة لرئيس الاتحادية محمد راورواة و لتأتي التعديلات في صفه و تمنحه قائمة أكبر من الاستقدامات للمنتخب للاعبين ، توسع القائمة و إمكانية الحصول على المواهب من خارج الجزائر زاد من إهمال التكوين في الداخل و قتل كذلك طموح المحليين الذين يمثلون المنتخب في كل الفئات لكن لا يتعدى سقف طموحاتهم في المنتخب الاول سوى الاحتياط و ملأ القائمة، فقائمة المنتخب الحالية ، فقط المحليون و محترفان هما عنتر يحي و زياني من شاركوا مع منتخب الأمال و البقية لم تعرف التدرج في المنتخب و الجميع يتحدث عن تطور اللعب الجماعي.
أسماء غريبة و نتائج مخيبة
رغم أن اللاعبين الذين تدعم بهم المنتخب الوطني و الذي استفادوا من القانون ذوي سمعة طيبة في الملاعب الأوربية ، إلا أن قدومهم لم يكن بحجم الهالة الإعلامية التي سبقت مجيئهم ، حيث أن مرحلة القوة للمنتخب كانت قبل قانون البهاماس و معظم اللاعبين الذين التحقوا بالخضر نالوا شرف المشاركة في المونديال دون لعب أي مباراة تصفوية ، هذا ما جعل المنتخب يدخل في دوامة و نتائج مخيبة كسّرت وتيرة المنتخب الجيدة قبل ذلك ، أما الشيء الملفت للانتباه فان المنتخب غزته أسماء لا تمد للجزائر بصلة و لم يسبق للمنتخب الوطني من قبل أن حمل في قائمته أسماء غير جزائرية ، فكارل ، مايكل ،بلعيد الذي صرح انه تونسي يوم ما ، و أسماء تسعى للمجيء ككدامورو و بروكنر،.......يجعل شكل المنتخب كأنه نادي و ليس منتخب وطني ، هذا و قد ذهب الجميع إلى تشبيه المنتخب بمنتخبات فرنسا و ألمانيا التي أصبحت تحمل أسماء عربية أو افريقية لكن الفرق أن هاته الدول هي من استغلت موهبة الأجانب و طورتها و لم تنتظر رحمة قانون البهاماس لتنعش منتخباتها.
مفاوضات على طريقة الميركاتو
الشيء الملاحظ منذ صدور القانون و التهافت الذي حصل على اللاعبين ذو الأصول الجزائرية و سعي الفدرالية لانتدابهم إلى المنتخب ، هو أن المسئولين عن المنتخب أصبحوا كأي رئيس نادي يحاول انتداب لاعبين في فترة الانتقالات أو ما يسمى بالميركاتو ، فانتقال مبعوثين لمفاوضة اللاعبين و إقناعهم بحمل القميص الوطني شيء لم نعتد عليه في المنتخب من قبل ، بل تتطور الأمر و أصبح على شكل مفاوضات و مقايضات و شروط حول الالتحاق، بل وصل إلى حد تقديمهم إعلاميا و دعوتهم لزيارة الجزائر أو تربصات المنتخب ، فمنهم من لا يعرف عن الجزائر سوى أنها أرض أجداده و لم يزرها من قبل ، بل هناك من صرّح من قبل أنه فرنسي و لن يلعب لفرنسا و هناك من قال انه يشجعها من أجل صديقه الذي كان معه في مركز التكوين ، أشياء لن تضر اسم الجزائر لكن تجرح كيان كل من هو جزائري ، فاللعب للبلد و المنتخب يعد قضية قلب و مبدأ و لكن القلب لن يحمل سوى منتخبا واحد !!
براهيمي دائما مصاب، طافر وبلفوضيل مع رديف أولمبيك ليون و”يتكسلوا” على دعوة المنتخب الوطني الجزائري
وبخصوص الضجة الإعلامية التي تناقلتها وسائل الإعلام الجزائرية والفرنسية على حد سواء في المدة الأخيرة حول بعض اللاعبين المزدوجي الجنسية، والذين يتخيلون أنفسهم نجوما فوق العادة بالرغم من أن فيهم من هو مصاب ولعب لقاءات تعد على أصابع اليد الواحدة كلاعب نادي ران الفرنسي ياسين براهيمي، وهناك حتى من يتواجد في الفرق الثانية لأنديته مثل يانيس طافر وإسحاق بلفوضيل الذين ينشطان في رديف نادي أولمبيك ليون الفرنسي، ولم يقويا حتى على مجارات نسق ومستوى لاعبي “الليغ1″ الفرنسية، إلا أن هذا لم يمنعهم من رفض دعوة المنتخب الوطني الجزائري مؤكدين في العديد من المرات أن مستقبلهم سيكون مع الزرق، وأملهم الوحيد مستقبلا تحقيق ما وصل له الجزائري الأصل “زين الدين زيدان” من نتائج باهرة مع المنتخب الفرنسي، حيث لم يستحوا حتى من مقارنة أنفسهم بلاعب يشهد له العالم بإمكاناته الكبيرة، في وقت لم يتمكنوا حتى من افتكاك مكانة أساسية في فرقهم.
هناك فيهم من لم يزر الجزائر ولا مرة في حياته والجنسية الجزائرية “شيعة”
هذا ولا بد الإشارة إلى نقطة مهمة تتعلق بمدى تواصل هؤلاء اللاعبين مع الجزائر، حيث نجد أن العديد من اللاعبين لم يسبق لهم وأن زاروا الجزائر على الإطلاق رغم أنه يبلغون من العمر 22، 23، 24 سنة وربما أكثر، وبالتالي نجد السر الكامن وراء هذا الرفض الدائم لتقمص ألوان الخضر، ليتبين للجماهير الجزائرية أن هؤلاء اللاعبين ليس بجزائريين على الإطلاق وحملهم الجنسية الجزائرية كما نقول باللغة العامية “شيعة” وفقط.
الله يرحم أيام كراوش، بلباي، حرشاش وغيرهم
هذا ولابد علينا أن نستذكر اللاعبين الذين قدموا كل ما يملكون للمنتخب الوطني الجزائري ولم يساوموا أبدا على غرار قائد المنتخب يزيد منصوري، نصر الدين كراوش، عمر بلباي، سالم حرشاش وغيرهم من الرجال، الذين لبوا دعوة المنتخب الوطني الجزائري في أصعب الأوقات، وكانوا يتنقلون لتربصات الخضر من مالهم الخاص، دون أن ننسى تنقلهم إلى أدغال افريقيا من بورندي، أوغندا، ليبيريا، جزر الراس الأخضر، وذلك بلباس بالية رثة فمن منا لا يتذكر لباس سيرتا الذي يشبه لحد بعيد “الشيفون” في وقت كانت منتخبات أخرى بالماركات العالمية على غرار أديداس، بيما، وغيرها….
دون أن ننسى كذلك الإصابات التي كانوا يتعرضون لها في صفوف الخضر ويعالجونها من مالهم الخاص، وكذلك التنقلات إلى أدغال افريقيا في اصعب الأوقات وكانوا يتعرضون إلى عقوبات من نواديهم بسبب المنتخب الوطني من خلال حرمانهم من جزء من مرتباتهم الشهرية وغيرها من الأمور التي لا ينساها عشاق الخضر، خاصة وأن الكثير من الجماهير الجزائرية تتذكر جيدا بعض لقاءات الخضر، والتي ما ان تنتهي يأخذون هؤلاء اللاعبين حماماتهم “الدوش” بقارورات “ماء سعيدة”، دون أن ننسى كذلك وجبات الغداء “الخبز والفرماج”