ضحكات الشيطان

سافر سمير مرة الى مدينة بعيدة , لم يعرف لها اسما , ولما وصل الى هناك... تفاجاْ بما راْى, لقد كانت المدينة مهجورة , بيوتها قديمة , وواجهات هذه البيوت مخيفة....اْما الاْزقة , فهي ضيقة,وموحشة, تجعل من يمشي فيها , يشعر بالرعب .... دخل سمير المدينة , وصاريمشي بين الاْزقة , تارة يمينا... وتارة شمالا...... كان يحدق بعينيه في كل زاوية , وكاْنه يتوقع حدوث شيء ما , وبعد لحظات سمع صوت غريبا , اتجه سمير نحوالمكان الذي يصدر منه الصوت , لكن كلما اقترب من المكان , كان الصوت ينخفض , ولما اقترب اكثر ...إذ بالصوت يختفي كليا , وهكذا ضاع سمير بين الاْزقة المتشابهة , ولم يجد نفسه اٍلا اْمام منزل كبير , محاطا بحديقة عجيبة .....فيها اْشجار كبيرة ...... على شكل رؤوس مخيفة , ليس لها ملامح معينة , تثيرالاٍشمئزاز ... اقترب سميرمن المنزل , فتح الباب , اختلس النظر ....وقبل اْن يكتشف ما يوجد هناك , وعلى غفلة دفعه اْحد اٍلى الداخل......ثم انغلق الباب بقوة ..... اْحس بالخوف , وبدأ العرق يتصبب من جبينه... تسارعت دقات قلبه .... وتساءل بينه وبين نفسه .. اْين اْنا ؟؟؟ ولما المنزل مظلم ؟؟ كيف.... كيف.. ساْخرج من هنا ؟؟ راودت سمير اْفكارا واْسئلة كثيرة ...في ثوان قليلة ..وفي تلك الاحظات , انبعث الصوت مجددا , وارتفع بضحكات غريبة لم يسمعها في حياته , وجعلته يفزع , اْحس بقشعريرة هزت جسده , فحاول الهرب .....بحث عن الباب , لكن الظلام الدامس جعله يدور في حلقة مفرغة , وفجاْةانفتح الباب وحده.... لما راْى سمير الباب مفتوح , قفز خارجا وولاّ هاربا....لكن الصوت لاحقه كالظل , وبعد اْن ابتعد عن المنزل بخطوات .... سقط في حفرة عميقة , وقبل اْن يدرك ما يحدث , اْصابه اٍرهاق شديد , شعر اْن هناك شيء ما يخنقه , انقطعت انفاسه للحظات , ثم عادت اٍليه .... فتح سمير عيناه , فوجد نفسه ممددا على فراشه , قفز من الفراش , وقف اْمام المراة وقال الحمد لله ....كان كابوس....... وبعد دقائق رن الهاتف , اخذ سمير السماعة , وضعها على اذنه , وقبل ان يتفوه بكلمة , سمع الصوت ... ارتعب ..وبداْ يقول من....... من المتصل ..؟؟ لم يرد عليه الصوت , الذي كان عبارة عن ضحكات وقهقهات , رمى سمير السماعة من يده ...... احس باختناق ,اتجه نحو نافذة غرفته , فتحها , نظر سمير الى الشارع , وإذ به يرى جاره يخرج من منزله , نادى سمير عليه قائلا الى اين انت ذاهب في هذه الساعة المتاْخرة ؟ رد عليه انا ذاهب الى المسجد للصلاة ..لصلاة الفجر .. قال له سمير انتظرني ..انا قادم للذهاب معك ..... اسرع الى الحمام توضاْ , ارتدى ملابسه , ثم خرج ..... خطى سمير اول خطوة وإذ به يسمع صوت الاذان.. ابتسم و رردد مع المؤذن ...الله اكبر ...الله اكبر..... ثم هز راْسه قائلا لقد كان ذلك الصوت ........ ضحكات الشيطان..........

والله قصة رائعة ومشوقة شكراً لك عزيزتي سهى مزيدا من التألق شكرً لك مرةً ثانيةً