بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
**********
الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة
حرف الكاف
الحديث الأول: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «كان رجل يسرف على نفسه، فلما حضره الموتُ قال لبنيه: إذا أنا مت فأحرقوني، ثم اطحنوني، ثم ذروني في الريح؛ فوالله لئن قدر عليَّ ربي؛ ليعذبني عذابا لا يُعَذَّبُه أحدٌ، فلما مات؛ فُعل به ذلك، فأمر الله الأرض فقال: اجمعي ما فيك منه. ففعلت، فإذا هو قائم، فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: يا رب! خشيتك. فغفر له» (1)
الحديث الثاني: عن ضمضم بن جوس اليمامي قال: قال لي أبو هريرة: يا يمامي! لا تقولن لرجل: والله لا يغفر الله لك، أو لا يدخلك الله الجنة أبدا. قلت: يا أبا هريرة! إن هذه لكلمة يقولها أحدنا لأخيه وصاحبه إذا غضب. قال: فلا تقلها؛ فإني سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «كان في بني إسرائيل رجلان، كان أحدهما مجتهدا في العبادة، وكان الآخر مسرفا على نفسه، فكانا متآخيين، فكان المجتهد لا يزال يرى الآخر على ذنب، فيقول: يا هذا! أقصر. فيقول: خَلِّنِي وربي. أَبُعِثْتَ عليَّ رقيبا؟! قال: إلى أن رآه يوما على ذنب استعظمه فقال له: ويحك! أقصر. قال: خلني وربى. أُبُعِثْتَ عليَّ رقيبا؟! قال: فقال: والله لا يغفر الله لك، أو لا يدخلك الله الجنة أبدا. قال: فبعث الله إليهما ملكا فقبض أرواحهما واجتمعا، فقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر: أكنت بي عالما؟ أكنت على ما في يدي خازنا؟ اذهبوا به إلى النار. قال: فوالذي نفس أبي القاسم بيده لَتَكَلَّمَ بكلمة أَوْبَقَتْ دنياه وآخرته» (2)
الحديث الثالث: عن جندبٍ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح، فجزع فأخذ سكينا فحز بها يده، فما رقأ الدم حتى مات. قال الله –تعالى-: بادرني عبدي بنفسه؛ حرمت عليه الجنة» (3)
الحديث الرابع: عن جابر الخيواني قال: كنت عند عبد الله بن عمرو فقدم عليه قهرمان من الشام وقد بقيت ليلتان من رمضان، فقال له عبد الله: هل تركت عند أهلي ما يكفيهم؟ قال: قد تركت عندهم نفقة. فقال عبد الله: عزمت عليك لما رجعت فتركت لهم ما يكفيهم؛ فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول». قال: ثم أنشأ يحدثنا فقال: «إن الشمس إذا غربت سلمت وسجدت واستأذنت. قال: فيؤذن لها إذا كان يوما غربت فسلمت وسجدت واستأذنت فلا يؤذن لها، فتقول: يا رب! إن المشرق بعيد، وإني إن لا يؤذن لي؛ لا أبلغ. قال: فتحبس ما شاء الله، ثم يقال لها: اطلعي من حيث غربت، قال: فمن يومئذ إلى يوم القيامة لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل». قال: وذكر يأجوج ومأجوج قال: «وما يموت الرجل منهم حتى يولد له من صلبه ألف، وإن من ورائهم لثلاث أمم ما يعلم عدتهم إلا الله -عز وجل-: منسك، وتاويل، وتاريس» (4)