بسم الله الرحمن الرحيم
الأنبياء خير الآباء
وينصح أ / رشاد كل الآباء أن يتحلوا بصفات وأخلاق الأنبياء فسوف نجد أن الله يذكر الأبوة مع أغلب الأنبياء في القرآن . فهم مثال للأنبياء الناجحين كآباء، مع العلم أنه لا يوجد من هم أكثر انشغالاً من الأنبياء، فمهمتهم كانت إصلاح الأمم ! انظر إلى سيدنا داوود وسليمان، "وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ..." (النمل:16)، فقد منحه داوود العلم حتى ورث سليمان داوود وصارت مملكته أقوى من مملكة داوود لأن أباه قد علمه. انظر إلى إبراهيم وإسماعيل، "فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ..." (الصافات:102) أي كَبُرَ إسماعيل أمام أعين أبيه ومعه وليس بعيداً عنه، ونظراً لصداقتهما وقربهما من بعضهما البعض سوف يساعد إسماعيل أباه، يقول سيدنا إبراهيم: "يا بُني، إن الله أمرني أن أبني له بيتاً" (الكعبة)، قال: "يا أبتِ، أطِع ربك"، فقال: "يا بُني، وتُعينُني؟" من الآبناء الآن من يهرب من العمل مع والده ومساعدته في نفس الشركة، قال: "وأُعينُك". تخيل مَن بنى الكعبة بيت الله الحرام؟ إنها قصة أب وابنه، فلم تُذكَر الكعبة في القرآن إلا مع ذكرهما سوياً، "وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ..." (البقرة:127)، ورد ذكر "إسماعيل" في آخر الأمر كي لا تنسى أن ابنه كان يساعده. "وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" (البقرة:127)، وردت كل الآيات بعد ذلك بصيغة المثنى، فلا تطوف بالبيت إلا وتتذكر قصة أب وابنه ساعد وأحب أحدهما الآخر .
ويخاطب الاستشاري الأب فيقول : لابد أن تتحرك في قلوبنا كآباء مسئوليتنا تجاههم، فهم أولادنا، فابنك يحمل اسمك ومن لحمك ودمك . فكيف استطعت ببساطة أن تمنح مثل هذا التوكيل؟! كيف استطعت أن تعود إلى بيتك ليلاً وهم نائمون وأن تخرج نهاراً وهم نائمون وأن تمر أيام وشهور وسنوات على هذا الحال؟ كيف لا تكون لحظة عيد وفرحة عند عودتك للبيت وركض الأولاد نحوك؟ إن مِن الآباء الآن من يدخل البيت فيكتئب من بداخله، و يخرج من البيت فيفرح من بداخله ! فأين هو من حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن شر الرجال من إذا دخل بيته اهتمَّت زوجته وهرب أولاده، فإذا خرج من بيته، فرحت زوجته وفرح أولاده, فمن أي فريق ستكون؟